اختتمت يوم الجمعة 29/09/2023، بمدينة مراكش، فعاليات النسخة الثانية للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية (المناظرو الأولى جنوب-جنوب)، المنظمة تحت شعار: « الماء، البيئة والأمن الغذائي ». وقد شهدت هذه النسخة مشاركة العديد من الشخصيات البارزة في الساحة الإفريقية والدولية، من وزراء وسفراء وخبراء وشخصيات علمية وسياسية، بالإضافة إلى ممثلي منظمات غير حكومية دولية، يمثلون 58 بلدا.
وتنظم هذه الفعالية  بمبادرة من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب، بشراكة مع جمعية الصحة الإفريقية العالمية، ويهدف المؤتمر للتفكير في الجوانب المتعلقة بالقطاع الصحي من منظور أوسع للسياسات الصحية العمومية والعمل من أجل صحة إفريقية مشتركة. وفي هذا الصدد، دعا وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، الأربعاء، الدول الإفريقية إلى التعاون المشترك للحد من المخاطر الصحية. وقال آيت الطالب، إن « على الافارقة وضع اليد باليد للحد من المخاطر الصحية، باعتباره موضوعا آنيا بسبب ما نعيشه من ظروف صعبة »؛ وأوضح أنه وبمعية الدول الإفريقية « يمكن العمل على استراتيجيات للحد من المخاطر الصحية ».
في ذات السياق، وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة للمشاركين بالمؤتمر، قال فيها إن « الصحة تعتبر من أكبر التحديات في القارة الإفريقية »، وأضاف جلالته، في الرسالة التي تلاها نيابة عنه وزير الصحة المغربي، أن جائحة كورونا « أبانت ضرورة العمل الجماعي من خلال مضاعفة المشاريع، وتجهيز الدول بالبنى التحتية اللازمة في هذا المجال »، معتبرا أن « صحة المواطن تشكل ركيزة أساسية للتقارب والتضامن بين الشعوب وإحدى الدعامات المحورية لبناء تعاون فعال ».
مناظرة أولى ب14 توصية
وكانت أشغال المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية، التي نظمت بمراكش دائما، قد خرجت بـ“إعلان مراكش” الذي تضمن 14 توصية، نصت من ضمن ما نصت عليه بضرورة تعزيز النظم الصحية في القارة الإفريقية باستخدام نهج الحد من الضرر، وتحسين الظروف المعيشية اليومية لجميع المواطنين، من خلال تحسين البيئة التي يولد فيها الأفراد وينمون ويعيشون ويتقدمون في السن، وذلك بفضل التحويل العميق للنظم الصحية والاستراتيجيات الأخلاقية للحد من المخاطر والابتكارات في الحد من المخاطر الصحية المعروفة.
كما لفتت التوصيات، إلى تطوير سياسات الرعاية الصحية في إفريقيا التي تركز على التغطية الصحية الشاملة للمرضى والمواطنين وتحترم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية الجيدة كحق أساسي من حقوق الإنسان، مع تعزيز آليات الحماية الاجتماعية وضمان الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية الجيدة والميسورة التكلفة، بما في ذلك الأدوية الصيدلانية والأدوية التقليدية الطبيعية.
وأكدت ذات التوصيات على ضرورة تقديم استراتيجيات الرد على وباء “كوفيد – 19” واستخلاص الدروس التي ستكون بمثابة أمثلة على تنفيذ نظام رعاية صحية فعال وتعاوني ومرن في إفريقيا، مع الإسراع في تنفيذ رؤية واستراتيجية الرعاية الصحية الأولية وتطوير التطبيب عن بعد، واستخدام الصحة الرقمية للوصول إلى السكان المعزولين والفئات الهشة. مع تشديدها على الدعوة إلى عقد مناظرة سنوية لضمان استمرار الجهود وتسريعها من أجل تحسين التغطية الصحية الشاملة لجميع سكان القارة الإفريقية.

Laisser un commentaire